الثلاثاء، 26 مايو 2009

"لخمة" الخنازير تغرق مصر



تصريح غريب لمسؤل كبير رفيع المستوي في وزارة الصحة يؤكد أن فيروس إنفلونزا الخنازير سيدخل مصر عاجلا أم أجلا و سنضرب "لخمة" عند إنتشاره علي حد قول المسؤل.
ولا أعرف بالتحديد الطريقة الموضوعية التي يمكنني بها تفنيد تصريحات المسؤل.. وإذا كان المسؤل يؤكد لنا أنه كمسؤل ليس مسؤل و أن اللخمة أتية لا محاله إذا ماذا نفعل نحن الشعب الضعيف دافع الضرائب و محطم الزرائب .. زرائب الخنازير أقصد.
و إذا كان معقل الامان و الخطر الأول في الدفاع عن فيروس الانفلونزا يشير إلي أن هذا الفيروس إذا دخل البلاد قضي علي نصف العباد وإذا كان الأمر هكذا فلماذا قمنا بذبح كل هذه الرؤس من الخنازير.
و إذا قمنا بذبح الخنازير كخط دفاع أول - رغم أننا ليس لدينا خط دفاع ثاني ولا ثالث - فلماذا لم يستفد المسؤلون من ذبح 35 ألف خنزير يبلغ قيمة الواحد منها أربعمئة جنية بالتصدير للخارج بعد التعبئة و التغليف.
وبهذا يتوفر لدينا أكثر من مليار دولار يمكننا إقامة مشاريع لتدوير القمامة التي قد تساهم في تخفيض نسبة البطالة و توليد مصدر جديد من مصادر الطاقة بالإضافة لصناعات أخري.
وماذا سنفعل الأن مع 2 مليون طن من القمامة التي كانت تتغذي عليها الخنازير.
القاهرة وحدها تنتج 31 ألف طن من القمامة يوميا وهذا يعني أنه إذا قدر لسكان القاهرة النجاه من إنفلونزا الخنازير فلن يتمكنوا من الهرب من الأوبئة و الأمراض التي ستخلفها أطنان القمامة.
ووسط هذه الصورة الباهتة نبحث عن خطة للإنقاذ وخطوط دفاع حقيقية نجد أن كل هذا قد إختزل في الإنتظار. فنحن ننتظر البلاء ولا نمل من الإنتظار ويبدو أن هذا الإنتظار لن يدوم طويلا فقد ظهر أكثر من ثمانية حالات في إسرائيل وحالتين في الجزائر و من المتوقع أن ينتشر الفيروس بشكل مخيف الأيام القادمة.
وقد إكتفي المشؤلون بإعلان أن لديهم خطة محكمة متكاملة في حالة حدوث الوباء.. ماهي هذه الخطة.. لا أحد يعرف.. بغض النظر فقد يروق للمسئولين الشعور بأن لديهم خطة سرية.. إذا ما هي التوعية الشعبية وما هو البرنامج الذي من خلالهسيشارك الشعب مع السلطات في التخلص من هذا الوباء.. لا شيء.
ما هي خطة الحكومة لتدريب المواطنين علي أخذ الإحتياطات الكافية لوقف نقل الفيروس من مكان لأخر.. لا شيء.
ما هي التوصيات و البرامج التي تعطى للأباء و الأمهات لتوعية أبنائهم الذين يذهبون للمدرسة أو الجامعة يوميا.. لا شيء.
ما هي فرص النجاه من هذا المرض.. وهل هناك علاج كميائي أو طبيعي يمكنه وقف نشاط الفيروس و الحد من أخطاره.. لا شيء
وبهذا نكتشف جميعا أن الخطة ليست سوى خطة سرية محكمة لدرجة أن إحكامها يلف حول أعناقنا وقد يصيبنا بضيق تنفس و ربما يزهق أرواحنا وهنا ينطبق المثل .. بيدي وليس بيد فيروس الخنازير!!!

مجلة حريتي
24 مايو 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق