الأحد، 10 مايو 2009

إسرائيل.. بوابة أنفلونزا الخنازير



هل يمكن أن تصدر إسرائيل مرض أنفلونزا الخنازير لمصر و الشعب الفلسطيني؟
سؤال أجاب عليه المتخصصون بالنفي القاطع مؤكدين حجتهم في ذلك أن إسرائيل ليست موطن أصيل للمرض وأن إنتقاله عبر أحد السائحين لإسرائيل ليس سوى حالة عارضة.. خاصة أن السلطات في تل أبيب إستطاعت إحتواء الحالة.
وهذا ليس سوى كلام هزل في قضية لا يلزمها سوى الحديث الفصل.. فالمرض يمكنه الإنتقال من شخص لأخر بالمصافحة و بالمعانقة كما أنه يمكنه ليس فقط التوطن في المكان الذي إنتقل فيه بل أيضا يتمكن من التحور و تغيير شكله بطرق دفاعه لإصابة البشر. و نحن لسنا الان أمام قضية ضمير تتمثل في جراءة إسرائيل علي تسريب الفيروس للفلسطينين و المصريين بالرغم من أن هذا وارد و لكننا بصدد دعم الإجراءات الإحترازية لمنع دخول الفيروس بأي ثمن و بكل الوسائل المتاحة و غير المتاحة.


ومن الواضح أن الأمر يتطلب الوقت فالسلطات لا تتخذ قرار حاسم في الوقت المناسب و لكنها قد تتخذه بعد مرور وقت وربما بعد فوات الوقت.. فحتى الأن لم تعلن مصر رسميا منع السائحين الإسرائيليين من دخول أراضيها و إكتفت فقط بتشديد الإجراءات التفتيشية و الطبية على المنافذ الحدودية مع إسرائيل رغم أنه من الممكن أن يحمل شخصا ما العدوى ولكنها لا تظهر أعراضها عليه إلا بعد فترة ما و يسمى في هذه الحالة حامل للفيروس و ليس مصابا به.


وعودة لمرتكز قيمة الوقت عند المصريين فإننا نجد شيئا عجيبا في هذا الشأن ففي الوقت الذي يؤكد فيه العالم و منظمة الصحة العالمية أنهم عاكفون علي تطوير لقاح يقضي على الفيروس.. نجد أن المسئولين في مصر يعملون في واد أخر.فالتصريحات الرسمية المصرية تؤكد أن المعامل الطبية في مصر ستتمكن من تصنيع لقاح مضاد لمرضي أنفلونزا الطيور في غضون عامين!!
تصريحات باردة تسقط كجبل الثلج على المصابون بحرارة الجسد وحرارة الإحساس بأن هناك أزمة قاتلة في الطريق.


وإذا تمكنت مصر من إنتاج مصل مضاد لفيروس أنفلونزا الطيور محليا في غضون عامين ففي أي مدة تستطيع أن تنتج مصل مضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير.و من المعروف أن هناك دوائين هما تاميفلو و ريلينزا وهما قادران فقط على الحد من نشاط فيروس أنفلونزا الخنازير فقط إذا تم أخذه خلال 48 ساعة من الإصابة وهذا يعني أنه ليس هناك مصل فعال لمحاربة هذا الفيروس.


ولكن العالم يتحرك بكل طاقته ويضع في إعتباره أن الوقت يعني الحفاظ علي الأرواح و ليس المهم أن نتسائل هل هناك حالات إصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير في مصر لأن حسب الروايات الرسمية لا يوجد حتى الأن ولكننا يجب أن نتحرك في كافة الإتجاهات حتي لو كنا بعيدون عن المرض لأن هذا جزء من خطة التغلب على الكوارث و هي خطة مبنية على الإستعداد للكارثة قبل وقوعها و ليس التعامل مع الكارثة بعد وقوعها.


مجلة حريتي


10 مايو 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق