الأحد، 10 مايو 2009

هاجس التفوق الصهيوني

يبدو أننا نحن العرب لا نعترف بالتاريخ معلما و مخزنا للتجارب و معينا من الحقائق و يتضح هذا عندما نتعامل مع تراهات و أكاذيب الكيان الصهيوني. نضع ما يقوله الصهاينة نصب أعيننا و نعتبره أمر غير قابل للمراجعة. بعد حرب 1967 شرعت إسرائيل في بناء خط أطلقت عليه خط بارليف الحصين نسبة للقائد العسكري حاييم بارليف.
تكلف بناء الخط 500 مليون دولار و بلغ إرتفاعه 22 مترا وكان به عشرين نقطة حصينة وقد هللت و صفقت إسرائيل لنفسها لتفوقها في بناء أضخم و أقوى خط دفاعي في العالم.وقد وضعت تل أبيب ميزانية كبيرة للترويج لخط بارليف الامر الذي جعل عدد من الرؤساء و المحللون العرب يستبعدون أن تحرز أي معركة مع إسرائيل إنتصارا خاصة أنه بالإضافة للخط المعروف فإن إسرائيل تمتلك أسلحة رادعة متقدمة.وقد تمكنت القوات المصرية من هدم خط بارليف في عدة ساعات و تحقيق النصر غير المسبوق في عدة أيام.
وهذه المرة تزعم إسرائيل أنها تمتلك قوة رادعة لا يمكن هزيمتها أو إقتفاء أثرها وهي قوة السحر الأسود.. وهذه القوة كشف عنها الستار عندما ظهر الحاخام بنياهو شموئيلي في شريط مصور مدته لا تزيد علي خمس دقائق يؤكد فيه أن تلاميذه الثلاث في الأكاديمية التلمودية العليا قاموا بإغتيال الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970 عن طريق السحر و الشعوذة و الحاخامات و معلمهم أعضاء في جمعية القبالاه المتطرفة.المدهش في الامر أن الشريط وضع علي موقع القبالاه الإلكتروني وعلي مواقع صهيونية أخري و قد ذكر الكاتب جدعون ليفي من صحيفة هاارتس أن إسرائيل تمتلك كل الاسلحة التقليدية وغير التقليدية و أنها عازمة علي التخلص من أعدائها مهما كلفها الامر.وما إستوقفني هنا أمران أولهما أن عدد من الاقلام العربية و الشخصيات البارزة حذر من سحر إسرائيل الأسود بالاضافة لمطالبة البعض عمل التحصينات اللازمة للزعماء و الرموز السياسية في العالم العربي.
الامر الثاني أن إسرائيل و المعروف عنها تبجيل الحاخامات و التمسك بالدين في مقابل دحض العلمانية تسمح لحاخام مثل بنياهو تحطيم صورة رجل الدين الذي ظهر بمظهر القزم الساذج الذي يرغب في تخويف العمالقة فقام بطقطقة أصابعة!!
لم تقف هذه الاقلام أو الشخصيات البارزة لطرح عدد من الاسئلة الهامة و علي رأسها إذا كانت إسرائيل تتخلص من أعدائها بالسحر الاسود فلماذا تأمرت وتخلصت من الرئيس الأمريكي الاسبق جون كيندي عن طريق قتله علي يد الماسوني لي هارفي وهذا الإغتيال جاء إنتقاما منه.
أين هذا السحر الرادع عندما هزمت تل أبيب في حرب لبنان الثانية في يوليو 2006 ولماذا لم تستخدم السحر الاسود لقتل زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.. لماذا لم تستخدمه في إغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين و الزعيم الحمساوي الدكتور عبد العزيز الرنتيس.
هل أفلح السحر فقط مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أم أن الحاخامات أقلعوا عن الشعوذة و السحر و تفرغوا للعبادة.ولكننا في هذا الصدد يمكنا التحدث عن أسلحة أخري غير تقليدية وهي سلاح العاهرات فقد كشفت صحيفة دايلي ميرور البريطانية عن القبض علي أكبر شبكة رقيق أبيض مقرها في تل أبيب ومن ضمن مهام هذه الشبكة توريد عاهرات لجهاز الموساد الإسرائيلي ليعملن عملاء للجهاز.لابد لنا أن نعيد النظر في اللإعلام الغربي و أن نقف بالمرصاد لما يروجه الصهاينة فهم يقومون بدور خطير وهو بث الذعر في عقل ووجدان العرب بالإضافة لقتل روح الإنتماء وهذا ما بدا جليا في الأونة الأخيرة خاصة بعد أن نشرت صحيفة يديعوت ارحرونوت خبر تحت عنوان العرب يفضلون الزوجة الإسرائلية.
زعمت الصحيفة أن عدد من العرب في بلدان مختلفة طلب من السفارة الإسرائلية في بلدانهم التوسط للزواج من إسرائلية مدعين أن العرب ينظرون للإسرائليات بإحترام و يفضلونها لذكائها و نشاطها بالإضافة لجمالها.
مجلة حريتي
ملحق ميني حريتي
15 مارس 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق