الخميس، 21 مايو 2009

الزيتون.. أوباما و أقباط المهجر


هل هناك علاقة بين إنفجار سيارة أمام كنيسة العذراء بالزيتون و مقتل صاحب محل لبيع المشغولات الذهبية في المنطقة نفسها ولكن في وقت سابق؟
المنطق يشير إلى أنه ليس هناك علاقة.. فالحادث الأول حادث جنائي أثبتت التحقيقات أنه ليس له هدف سياسي أو طائفي..
أما الحادث الثاني حتي الأن لم تظهر معالمةالحقيقية إلا أن القراءة الأولى لما حدث تشير إلى أنه ربما يكون وثيق الصلة بأهداف سياسية و إجتماعية. هذا بالطبع التفنيد المنطقي لما جرى من أحداث ولكن يبدو أن أقباط المهجر في أمريكا و كندا لهم أراء مغايرة.
أقباط المهجر يزعمون أن حوادث الإعتداء علي كنائس في الأسكندرية وحادثة محل الصائغ في الزيتون وحادثة كنيسةالعذراء جرائم ضد المسحيين و أن أقباط مصر لا ينعمون بإستقرار و أمان و السبب هو إضطهاد المسلمين لهم.
تحرك أقباط المهجر في إتجاه يحسب عليهم بالسلب فقد توصلوا بطريقة ما إلي القائمين علي مجلة سياسية متخصصة واسعة الإنتشار وهي مجلة فورين أفيرز Foreign Affairs الأمريكية و إستطاعوا التأثير عليهم وكانت النتيجة هي نشر موضوع مطول خلاصته أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أساء الإختيار عندما قرر توجيه خطاب هام للعالم الإسلامي الحر من منبر الإزهر الشريف.
ويتحرك شرذمة منهم لإقناع مقربين من أوباما بأن الأقباط في مصر مستهدفون.. وهذا بالطبع أمر لا ينشط إلا عندما يقرر أوباما زيارة مصر بالإضافة لزيارة الرئيس مبارك المرتقبة للولايات المتحدة الأمريكية.. ونعود مرة أخري لمشهد التفجير الذي وقع أمام كنيسة العذراء لنجد أنفسنا أمام سيارتين إحداهما إنفجرت في التاسعة و النصف مساء وقد تم تفخيخها بقنبلة محلية الصنع وهذه السيارة يمتلكها محامي قبطي يدعى بطرس ميشيل وكان في طريقه لتوصيل إبنه إلي الكنيسة.. وهذا معناه أن بطرس لم يعتد إيقاف السيارة بشكل يومي أمام باب الكنيسة بالإضافة إلي أن التحقيقات ذكرت أن القنبلة قد تم زراعاتها في سيارة بطرس قبل ساعة واحدة من التفجير.. و بالطبع لن يتجرأ أحد بأن يضع فنبلة في سيارة أمام هذه الكنيسة الكبيرة العريقة لعدد من الأسباب أولها أن الشارع الموجود به الكنيسة ملئ بالمارة و أمام الكنيسة مستشفى قبطي يزوره العشرات في مثل هذا الوقت بالإضافة للحراسة المشددة على الكنيسة.
من كان يعرف أن بطرس سيتوجه للكنيسة في هذا الوقت ويضع سيارته أمامها لمدة لا تقل عن ساعة.
السيارة الثانية زرع فيها جهاز موبايل متصل بقنبلة أيضا محلية الصنع وهذا يعني أن السيارة يمكن أن تفجر في أي وقت من أي مكان.
والسيارة ملك لرجل مسيحي يدعى عماد يامى وهو يقطن بالقرب من الكنيسة وسيارته كانت مرابطة أمام باب خلفي من أبواب الكنيسة.. وذكر عماد أنه ترك السيارة واقفه لمدة يوم كامل قبل الإنفجار.. و إذا تمكن أحد من الإقتراب من السيارة رغم الحراسة المشددة فهذا يعني أنه شخص مألوف أي أن الحراس إعتادوا علي رؤيته سواء وهو يدخل أو يخرج من الكنيسة أو يقف أمام الكنيسة مع أصدقائة.
ثم أن سيارة عماد كانت واقفه لمدة يوم كامل و سيارة بطرس كان يمكن أن تتحرك في أي لحظة.. لماذا لم يوضع جهاز التفجير عن بعد وهو في هذه الحالة جهاز الموبايل في سيارة بطرس التي يمكن أن تغادر في أي لحظة و تقف أمام الباب الرئيسي.. وتوضع المتفجرات الأخري في السيارة الثانية و التي تقف في مكان أقل إزدحاما.. بالطبع كل هذه إفتراضات قد تقترب من الحقيقة أو تبتعد عنها بأميال .. ولكن لا يمكننا سوي الإنتظار.. و الإنتظار هنا يعني مراقبة التحقيقات و تحليل مجريات الأمور والرد على كل من يحاول الإسراع في توجيه أصابع الإتهام لجهة أو جماعة ما لغرض سياسي أو طائفي.
مجلة حريتي
17 مايو 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق