الأحد، 10 مايو 2009

أوهام الماركسيين

لقي كارل ماركس نحبه وسقطت الشيوعية في عقر دارها، الاتحاد السوفييتي الماركسي السابق، إذا لماذا يتمسك البشر بإرث لن يجنوا من ورائه سوى الخسارة وضياع السنين، لماذا يتمسكون بماركس وتعاليمة رغم أنه خذلهم ولن تنقذهم نظرياته من الخذلان و التراجع وسقوط الراية.
سقطت الشيوعية الماركسية أمام الرئس مالية بل إن الرأسمالية ذاتها تترنح الآن وقد يعلن عن وفاتها قريبا، وقداثبتت النظريات العملية أن النظريات الوضعية والمذاهب البشرية قد ترسل اصحابها للقمة في وقت ما ولكنهم ما يكادون يصلون للقمة حتى يلقوا حتفهم من فوقها. والذي أود التركيز عليه في هذا السياق لماذا يصمم ويراهن ماركسيو مصر علي الشيوعية وإذا كان من قدرهم التمسك بما سقط في وقت سابق لماذا لم يحاولوا إضافة تغييرات علي وجه الماركسية أو يقدموا هجينا جديدا بين الماركسية ومذهب أخر لمحاولة تفنيد إدعائاتهم بحقهم في التمسك بالماركسية لم يتنام لمسامعنا منذ فترة طويلة أن ماركسي مصر لديهم خطة للأنقاذ الفكري أو لرفاهية الشعب أو حتي خطة لإنقاذ مصر من الأزمة الإقتصادية لكننا على الوجه الاخر.. سقطت علينا كالصاعقة تصريحات للماركسيين في مصر مفادها ان اخوان ماركس يفضلون تخفيف مادة الدين الإسلامي من المناهج الدراسية على أساس انها تحض على التمييز العنصري وتنمي الفكر الشعوبي الإرهابي!
تمخضت جماعة ماركس حديث الإفك في مؤتمر عام أقامته مؤخرا في مقر حزب التجمع اليساري الشيوعي.
هذا الخطاب له دلالتان أولهما أنه أتي بعد غياب طويل على الساحة السياسية و الثقافية و الإجتماعية للشيوعيين في مصر.ثانيهما هو محاولة التقرب من الغرب و الذي يرى تغيير أيات من الدين الإسلامي وذهب البعض إلي حد طرح مصحف جديد مكتوب على الطريقة الأمريكية.
تناسى الماركسيون أن الإسلام هو احد عوامل تماسك الأمة وأن مصر لم تشهد فتنة طائفية إلا عندما تدخلت بلدان غربية لتأمين مصالح لها أو لكسب فئة ضد فئة لقضية ما تهم أمنها القومي، وتناسوا أيضا الكتاتيب المصرية والتي في سبيلها للإختفاء هي التي أفرزت القمم العلمية و الأدبية و السياسية في مصر وهذه الكتاتيب شغلها الشاغل تعليم أصول الدين بلا مغالاة ولا تعصب.
و أتسائل ألا يكفيهم أن مادة الدين الإسلامي مادة لا تدخل ضمن المجموع الكلي في السنوات الدراسية وأن الرسم أصبح ضمن المجموع الكلي في بعض السنوات الدراسية؟.و النتيجة هي أن الطالب يصل لمرحلة الثانوية العامة لا يحفظ ولو جزء واحدا من القرآن ولا يعرف ما هو الفقة الإسلامي.
بعيدا عن منهجية فكرة المؤامرة فما يفعله الماركسيون يمثل خطرا علي الوطن و من الأفضل لهم الإنخراط في أي عمل أخر غير تقديم خطط إصلاح تعليمية وثقافية فالتعليم كما أعتبره مسألة أمن قومي ويبدو أنني لست وحدي الذي أعتبر أن التعليم أمنا قوميا ومسألة هامة لأيديولوجيات الأوطان.. أمريكا أيضا ترى ذلك وهذا يتجلي في أنها تبث مواد دراسية غريبة في مدارسها الأجنبية الموجودة على أرض مصر تحض على العلمانية ونبذ التعاليم الدينية و تحقير العرب!!!
مجلة حريتي
3 مايو 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق