الجمعة، 8 يناير 2010

إشكالية إدمان مياة الصرف


لم أصل حتي الأن لتفسير منطقي بشأن سر إخطلات مياة الشرب النظيفة بمياة الصرف الصحي.
بعد فضيحة قرية البرادعة التابعة لمركز القناطر الخيرية و التي إنتشرفيها مرض حمي التيفود.. ظهر السبب الحقيقي وراء دخول هذا المرض اللعين أرض مصر وهو تلوث مياة الشرب بإختلاطها بمياة الصرف.
فمواسير الصرف غافلت المسؤلين في ليلية سوداء ليس بها قمر أو أضواء وإختلطة بمياة الشرب ولكن كيف يحدث هذا فمن المعروف أن شبكة مياه الصرف لها مسار محدد و مواسير ذات مواصفات محددة خاصة جدا و تبعد في مسارها جغرافيا عن مياة الشرب سواء مياة الشرب في الترع و نهر النيل أو مواسير نقل مياة الشرب.
هذه ليست الواقعة الوحيدة بل إنفجرت ماسورة مياة صرف تحت ترعة المحمودية بالبحيرة مما تسبب في تلوث مياة الشرب و السؤال هنا كيف تعبر ماسورة صرف مياة نظيفة بهذه الطريقة و أين الإجراءات التأمنية لهذه الماسورة و أين كانت الصيانة الدورية؟
و إذا كان كبار المسئولين و المقاول و المواسير براء من تهمة التلوث و تفشي التيفود إذا إلي من تشير أصابع الإتهام.
و يبدو أن الأطراف السابقة مجتمعة ستتكاتف لتوجيه الإتهام للمواطن المصري الريفي البسيط و الذي إستباح لنفسه فتح الصنبور لشرب الماء التي إعتقد أنها نظيفة ولم يتخذ الإجراءات الإحترازية و يخجل من نفسه و يذهب فورا لشراء زجاجات المياة المعدنية بالرغم من أن عدد من شركات المياة المعدنية العاملة في مصر يهمها كثيرا صحة المواطن لذا فقد قررت تعبئة المياة العادية في زجاجات المياة المعدنية و السبب في ذلك أن المياة المعدنية مليئة بالأملاح و الأملاح ترفع الضغط و المواطن المصري لا يتحمل المزيد من الضغوط لأنه إذا نجا من ضغوط الضرائب و إنتشار الأوبئة لن ينجو من ضغط أسعار ياميش رمضان لذا فإن المياة المعدنية علي حسب وجهة نظر هذه الشركات لا تصلح للمواطن المصري خاصة في هذه الفترة.
ثم إن المواطن المصري سيعتاد علي شرب مياة الصرف الصحي وهذه مشكلة في حد ذاتها لأنه سيرفض شرب المياة النظيفة وهذه مشكلة ستواجة الحكومة في الأيام القادمة.
ولا شك أن المواطن المصري يرهق حكومته فإذا أدمن مياة الصرف فمن أين ستدبر الحكومة أمرها لتوفير كميات من هذه المياه للمواطن المرهق المحير؟!

مجلة حريتي
16 أغسطس 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق