الجمعة، 15 يناير 2010

صداع العشوائيات


لا شك أن العشوائيات صداع مزمن يصيب المجتمع المصري فالبعض من سكان هذه المناطق يتعرض لعدد كبير من الجرائم و البعض الأخر يحير المسؤلين و المواطنين وهذه النوعية يطلق عليها عقارات غير مرخص بها.
ووجه الحيرة يأتي من سؤال يسأله المسؤلون لبعضهم البعض.. أين التخطيط أيتها العقول التي تهوى الإكرامية و تستسيغ روح التهبيط؟
أما المواطن فلديه سؤال مختلف أوليست هذه المباني المخالفة أو العشوائية قد تم بنائها تحت مسمع وأعين المسؤلين والبعض منهم سمح لها بدخول بعض المرافق.
و المدهش في الأمر أن شوارع القاهرة الكبرى وضواحيها و الجيزة ونواحيها منذ أكثر من ستة عقود تم التخطيط لها بشكل رائع دون وجود ما يسمى في عصرنا الحديث بهيئة التخطيط العمراني.. ولكن يبدو أن الأمر كله"عكوسات"فمنذ لحظة إنشاء هذه الهيئة إنتشرت العشوائيات ورأينا عمارات تنطح السحاب ولكن معظم أدوارها غير مطابق للمواصفات وتتحول بقدرة قادر لمطابقة بعد دفع الإكراميات.
تتجلي المهزلة و الكارثة في منطقة عزبة الهجانة أول طريق مصر السويس حيث إن هناك عشرة ألاف عقار قاموا بإرتداء طاقية الإخفاء ولم يظهروا إلا بعد إكتمال وتمام البناء.. و بالطبع فوجئت الحكومة بهم ولكن بعد مرور بعض الوقت و المطلوب الأن تشريد هذه الأسر.
نعم أخطأ المواطن بلا جدال ولكن أليس الحكومة هي الجهة المخططة و المنظمة للحركة الحياتية اليومية للمواطن.. أليست هي الجهة التي تصدر القرارات وتنفذها و تخطط لكل شيء في حياتنا.
فقدت الحكومة الثلاث وظائف الهامة في غفلة من الزمان وعندما أزعجها الزمن بصوت دوران عجلاته فاقت وأرادت أن تحمل المواطن تبعة أخطائها بأن تضعه مربوط الأيدي تحت عجلات الزمان.
كان يتعين علي الحكومة أن تهدأ من روع المواطن و تكسب ثقته سواء بإقناعه بأنها سوف تتخذ التدابير الكافية لعدم تشريده و إبقائه في مكانه أو إذا تعثر ذلك ، توفير سكن له في المدن الجديدة.

مجلة حريتي
20 ديسمبر 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق