الجمعة، 15 يناير 2010

"الطمي فلو" و الأداء الحكومي

أقنعتنا وزارة الصحة بأنها تسيطر علي مرض إنفلوانزا الخنازير.. و أقنعتنا أنه ليس هناك حاجة لغلق المدارس لأن نسبة الإصابة هي الأقل في العالم.
و المؤشرات لا تكذب فقد وصل عدد الوفيات لحوالي 32 حالة و عدد الإصابات كسر حاجز الثلاثة ألاف حالة ومازالت الحكومة محتفظة برباط جأشها و تقول لا حاجة لغلق المدارس.
وعلي الجانب الأخر لم نقرأ بيانا واحدا يذكر لنا مزايا و أضرار عقار التاميفلو.. وكانت النتيجة أن الإشاعات أثيرت حول أن هذا العقار يعجل بوفاة من يأخذه و إنتشرت الوصفات المحلية أمثال لبخة التمر و الزنجبيل علاج لكل أمراض الخنازير ووصفة الدفن في الطين أفضل ألف مرة من التاميفلو.. فأصبح الطمي فلو يكسب ومازاد الطين بلة أن التلاميذ في المدارس قاموا بإستخدام الكمامات التي وزعتها الحكومة عليهم و إكتشفت جهات طبية أن هذه الكمامات ملوثة فقد تم تصنيعها من نفايات الملابس الداخلية وقد وزع حوالي 13 مليون كمامة هذا يعني أن إحتمالات الإصابة بأمراض من جراء إرتداء هذه الكمامات علي أقل تقديرات 35% وهذا له مدلول أن الذي لا يصاب بالفيروس من أبنائنا فيصاب بأمراض لا قبل لنا بها لأنها أمراض تتولد من فيروسات ناتجة من نفايات.
إذا أين عين الحكومة الساهرة التي لم تكتف بالنعاس و ترك الفيروس يسري في أجواء مصر ولكنها أيضا غطت وجهها وتركت شركات ليست لها معايير أخلاقية حتي مع الأطفال الصغار و النتيجة هي ظهور أمراض جديدة ولكن هذه الأمراض لن تظهر بهذه السرعة فهي تظهر علي المدى الطويل.
وبالطبع لن تحارب الحكومة هذه الأمراض لأنها لن تسعى وراء مصل لإيقاف هذه الكارثة و العبرة واضحة لأنها لم تسع حتى الأن بالوقوف على حقيقة التاميفلو و إكتشاف أثاره الضارة و أثاره الإيجابية.

مجلة حريتي
13 ديسمبر2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق