الأحد، 20 سبتمبر 2009

المولد و الإستفزاز القومي

قررت السلطات العليا إلغاء الإحتفال بمولد أهل البيت و التي يحضرها الملايين في تقليد إستمر عشرات السنين بدعوى أن هذه التجمعات قد تؤدي لإنتشار وباء إنفلوانزا الخنازير.
السئولون الحكوميون وضعوا أنفسهم في مرمي نيران العامة لأنهم صرحوا من قبل أنهم يسيطرون علي الوباء و أنه لا يجب إنتشار الخوف و الفزع بين الشعب لأن الحكومة مسيطرة على إنتشار الوباء.
أضف لذلك أن الحكومة لم تستطع منع التجمعات الشعبية في دور السينما و النوادي و الساحات الشعبية بل لم تحاول أن تفعل ذلك خاصة بالنسبة للنوادي الرياضية و التي تشهد أكبر تجمعات بشرية بالإضافة إلي أن معظم أعضائها ينتمون إلي الطبقات العليا.
نحن لسنا مع منع التجمعات البشرية لأن هذا قد يؤدي لإحتمالات إنتشار الوباء بشكل درامي و لكننا مع تطبيق هذه النظرية علي كافة التجمعات بكافة أنواعها.
إذا كانت هذه التجمعات تقلق المسئولين فمذا فعل المسئولون في تجمعات الألاف في وسائل المواصلات و علي رأسها مترو الأنفاق رغم أن هناك تصريحات نارية سابقة أكدت أن الحكومة تهتم بتعقيم وسائل المواصلات وعلى رأسها عربات مترو الأنفاق و الأنفاق ذاتها وهذ بالطبع كلام ذهب في رحلة إلي شاطئ طي النسيان.
ليس ذلك فقط, بل هناك شكاوى يومية من ركاب مترو الأنفاق تؤكد سوء التهوية و توقف المراوح الموجودة في بعض القطارات بالإضافه لمشاهدتهم اليومية لعدد من الفئران المارق يتبختر بيت محطتي رمسيس و أحمد عرابي.
العيب بالطبع ليس في سياسة القائمين علي الحفاظ علي أرواح البشر داخل وحدات المترو داخل المحطات و لكن العيب يكمن في فئة ضالة من الفئران التي لم تلتزم بأوامر الحكومة و تبقي ساكنه في جحورها حتي لاتزيد الطين بلة وبدلا من إنتقال مرض إنفلونزا الخنازير يكون رواد المترو عرضة أيضا لوباء الطاعون و الذي تنقله الفئران للبشر.
ثم إن المسئولين قاموا بمصالحة أهالي السيدة زينب فبعد إعلانهم أنه لن يكون هناك إحتفالا بمولد السيدة زينب هذا العام قام المسئولان بارزان بإفتتاح ملعب للإسكواش بنادي التنمية وقد تكلف هذا الملعب 2 مليون جنية مصري.
هذا بالطبع ما ينقص حي السيدة زينب, ملعب إسكواش علي أعلي مستوي, فالمنطقة الشعبية الفقيرة التي بالكاد تسمع عن لعبة الإسكواش وهي لعبة الأكابر سوف تمارس هذه اللعبة الفخيمة بدلا من حضور المولد وهذه في رأيي أفضل ترضية لأهالي الدائرة الكرام مع العلم بأن التجمع في قاعة الإسكواش الجديدة بنادي السيدة زينب لن يكون مكانا لنقل العدوى بكل تأكيد لأن الفيروسات لا تنتقل في التجمعات الراقية أو التجمعات التي تشاهد الألعاب الراقية التي تنتمي للطبقة العليا البرجوازية.

مجلة حريتي
19 يوليو 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق