الاثنين، 15 يونيو 2009

الأوباميزم.. تغزو العقول المصرية




لاشك أن حدث دخول أول شخص من أصول أفريقية البيت الأبيض و إحتلاله أعلي المناصب حدث جلل أثر في قلوب و عقول شعوب العالم خاصة الشعوب التي عانت من ظلم النظام الأمريكي السابق.


فأصبح باراك أوباما المحتل الأول لقلوب و عقول الشعوب الإفريقية و الشرق أوسطية و الغرب و أسيا رغم أنه لم ينجز حتي الان ما يجعله ليكون سحريا يبدل حياة الشعوب من التعاسة للنشوة.


فالأمر كله مبني علي أن النظام السابق كان متعسفا و جائرا و شعر بل تنبأ الكثيرون بأن الشخص الذي كسر التقاليد الأمريكية هو الشخص الذي سيجلب السعادة للعالم.


بعيدا عن نظرية الإحتمالات أفضل أن نتعامل مع الأمر بواقعية أكثر وهذه بالطبع ليست دعوة للتشاؤم ولا هي حجة للتفاؤل.


ولكن الامر الذي يشغل بال أي وطني لا يروق له أن يحتل أي شخص محل شخصية أسطورية قومية.. هو أن يصل الحال ببعض المصرين إلي وضع رأس أوباما محل رأس توت عنخ أمون وطبع الرأس الجديدة علي الملابس و الأكواب وعمل لوحات كبيرة تحمل الرأس الجديدة.


أن تتزين مصر لأوباما هذا واجب بإعتباره ضيف حل بنا ومن الواجب الإحتفاء به.. خاصتا و أنه لديه وجهة نظر قد تعمل علي تحسين صورة العرب و المسلمين في العالم.


لكن أن نلغي تاريخنا و عقولنا من أجل هذا الشخص أو غيرة بالطبع أمر غير مقبول.ودعوني أسوق لكم بعض ما قاله كبار الكتاب الأمريكيين عن سياسة أوباما تجاه العرب و المسلمين.


ذكرت صحيفة فورين بولسي أن إدارة أوباما إختارت القاهرة لإلقاء خطاب موجة للعالم الإسلامي و ذلك لثقل القاهرة تاريخيا و سياسيا.. ولكن هذا الخطاب لن يغير من إرتباط و إنحياز واشنطون لإسرائيل.


صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن إختيار أوباما لمصر إختيار صائب ولكن خطاب أوباما جاء لتخفيف الضغط و الهوه بين الولايات المتحدة و الإسلاميين المتشددين في العالم.


أما الكاتب المعروف روبرت فيسك فقد ذكر أن أوباما و خطابه للعالم الإسلامي لن يغير من الأمر الكثير وهذا الخطاب بغيته الأساسية تشجيع المعتدلين العرب في الإنفتاح و التواصل مع أمريكا و أوروبا.


ولاءات أوباما حتي الأن لم تجد الصدى المناسب فقد قال لا لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية و رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ضرب بكلامه عرض الحائط.. قال أوباما لا للدولة الواحدة وطرح فكرة دولتين مقابل السلام و نتنياهو طرح فكرة الإعتراف بيهودية إسرائيل أولا.


الخلاصة.. لا يجب علينا أن نهرول لأفكار مازالت قيد التفكير أو التنفيذ أو أفكار لن ترى كلماتها النور ولا يجب علينا أن نستبدل تراثنا و رموزنا بأي شيء أخر مهما علت أسهمه و بزغ نجمه.




مجلة حريتي 7 يونية 2009




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق